إلتهاب الجلد والعضلات مرض خطير يصيب الأطفال







إلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال

ينتمي إلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال إلى مجموعة من الحالات التي يعتقد أنها أمراض مناعة ذاتية، فغالبا ما يساعدنا جهاز المناعة على مكافحة العدوى، ولكن في حالة أمراض المناعة الذاتية، يكون ردة فعل الجهاز المناعي مختلفا حيث يصبح مفرط النشاط في الأنسجة الطبيعية، وتؤدي ردة الفعل هذه من جهاز المناعة إلى حدوث إلتهابات التي تسبب تورم الأنسجة وقد تؤدي إلى تلف الأنسجة.


إلتهاب الجلد والعضلات مرض خطير يصيب الأطفال



بالنسبة لإلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال، فإن الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد والعضلات تتعرض للإصابة، وهذا يؤدي إلى مشاكل مثل وهن العضلات أو ألمها خاصة في عضلات الجذع التي توجد حول الفخذين والكتفين والرقبة، كما يعاني معظم المرضى من طفح جلدي تقليدي، ويمكن أن يصيب هذا الطفح مناطق مختلفة من الجسم كالوجه والجفون ومفاصل الأصابع والركبتين والمرفقين، ولا يحدث هذا الطفح الجلدي دائما في نفس وقت حدوث وهن العضلات، حيث إنه من الممكن أن يحدث قبله أو بعده، وفي بعض الحالات النادرة تصاب أيضا الأوعية الدموية الصغيرة في أعضاء أخرى.
يمكن أن يصاب الأطفال والمراهقون والبالغون بإلتهاب الجلد والعضلات، وهناك بعض الإختلافات بين إلتهاب الجلد والعضلات لدى البالغين والأطفال، حيث يقترن إلتهاب الجلد والعضلات لدى ما يقرب من 30% من البالغين بالسرطان، بينما لا يصاحب هذا الإلتهاب عند الأطفال الإصابة بالسرطان.

ما مدى شيوع إلتهاب الجلد والعضلات ؟

تندر إصابة الأطفال بمرض إلتهاب الجلد والعضلات، حيث يصاب به كل عام أربعة أطفال تقريبا من كل مليون طفل، وتكون نسبة الإصابة به عند البنات أكثر منها لدى الأولاد، وغالبا ما تبدأ الإصابة بهذا المرض ما بين سن الرابعة والعاشرة من عمر الطفل ولكنه يصيب الأطفال في أي سن على العموم، كما يمكن أن يصاب به جميع الأطفال من أي أصول عرقية وفي أي مكان بالعالم.

أسباب إلتهاب الجلد والعضلات

هل هو وراثي ؟
هل يمكن الوقاية منه ؟
إن أسباب إلتهاب الجلد والعضلات غير معروف بالضبط، وهناك أبحاث فعلية تجرى على الصعيد الدولي في محاولة للوقوف على سبب الإصابة بمرض إلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال.
يعتبر إلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال حاليا من بين أمراض المناعة الذاتية ومن المحتمل أن يدخل في سبب الإصابة به عدة عوامل، وقد تتضمن هذه العوامل الإستعداد الوراثي لدى الفرد إلى جانب التعرض لمحفزات بيئية مثل الأشعة فوق البنفسجية أو العدوى، ولقد أظهرت الدراسات أن بعض الفيروسات والبكتيريا يمكنها أن تحفز الجهاز المناعي على القيام بردة فعل غير طبيعية، كما أن بعض العائلات التي لديها أطفال مصابون بإلتهاب الجلد والعضلات تعاني من الإصابة بأمراض مناعة ذاتية أخرى مثل داء السكري أو إلتهاب المفاصل، ولكن لا يزيد ذلك من مخاطر إصابة فرد آخر من أفراد العائلة بإلتهاب الجلد والعضلات.
لا يوجد حاليا ما يمكن القيام به أتجاه الوقاية من هذا المرض الذي يصيب الأطفال.

هل إلتهاب الجلد والعضلات مرض معدٍ ؟

إن إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال ليس معديا.

الأعراض الرئيسية لإلتهاب الجلد والعضلات

سيظهر على كل شخص مصاب بإلتهاب الجلد والعضلات أعراض مختلفة، وأغلب الأطفال يظهر عليهم ما يلي:
▪︎ آلام المفاصل وتورمها وتصلبها:
في بعض الأحيان يمكن أن تتعرض المفاصل الكبيرة والصغيرة على حد سواء للإلتهاب عند الإصابة بالمرض، ويمكن أن يؤدي هذا الإلتهاب إلى تورمات في المفاصل والإحساس بآلام ومواجهة صعوبة في تحريك المفاصل، وهذا الإلتهاب يستجيب بشكل جيد للعلاج ومن غير الشائع أن يتسبب في تلف المفاصل.
▪︎ الإرهاق والتعب:
يشعر الأطفال في الغالب بالتعب، وقد يؤدي ذلك إلى تقييد قدرتهم على القيام بالتمارين الرياضية، وينتهي بهم الأمر إلى إحتمالية مواجهة صعوبات في الأنشطة اليومية.
▪︎ آلام العضلات ووهنها:
غالبا ما تتعرض العضلات القريبة من الجذع للإصابة وكذلك العضلات الموجودة في مناطق البطن والظهر والرقبة، ومن الناحية العملية، قد يبدأ الطفل في رفض المشي لمسافات طويلة وممارسة الرياضة، وقد يصبح من الصعب إرضاء الأطفال الصغار بحيث يطلبون حملهم بصورة أكبر، ومع زيادة شدة المرض، قد يمثل تسلق السلالم والنهوض من الفراش مشكلة بالنسبة لهم، وبالإضافة إلى ذلك تصبح العضلات الملتهبة لدى بعض الأطفال مشدودة وقصيرة "تسمى تَقَفُّعات"، ويؤدي ذلك إلى مواجهة صعوبات في مد الذراع أو الرجل المصابة على إستقامتها: تميل المرافق والركب إلى أن تكون في وضعية إنثناء ثابتة مما يؤثر على حركات الذراعين والرجلين.
▪︎ الطفح الجلدي:
يمكن أن يُصيب الطفح الجلدي المصاحب لإلتهابات الجلد والعضلات الوجه مع إحداث تورم حول العينين (وذمة محيطة بالحَجاج "periorbital oedema") وتغير لون الجفون إلى أرجواني وردي (طفح الهليوتروب "heliotrope")، كما قد تكون هناك أيضا حُمرة على الخدين ما يسمى بالطفح الوجني وعلى أجزاء أخرى من الجسم كمفاصل الأصابع والركبتين والمرفقين حيث يمكن أن يصبح الجلد سميكا (حطاطات جوترون "Gottron’s papules")، ويمكن أن يظهر الطفح الجلدي قبل آلام العضلات ووهنها بفترة طويلة، وقد يظهر على الأطفال المصابين بإلتهاب الجلد والعضلات أنواع أخرى كثيرة من الطفح الجلدي، كما يمكن للأطباء في بعض الأحيان ملاحظة أوعية دموية منتفخة تظهر كنقط حمراء تحت أظافر الطفل أو على جفنيه، ويكون بعض الطفح الجلدي المصاحب لإلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال حساسا لضوء الشمس بينما قد يؤدي البعض الآخر إلى الإصابة بتقرحات.
▪︎ آلام البطن:
يصاب بعض الأطفال بمشاكل في أمعائهم، وقد تشمل هذه المشاكل آلام البطن أو الإمساك، وفي بعض الأحيان تتعرض البطن لمشاكل خطيرة في حالة إصابة الأوعية الدموية المتصلة بالأمعاء.
▪︎ الكُلاس:
قد تتكون كتل صلبة تحتوي على كالسيوم تحت الجلد خلال مسار المرض، وهو ما يطلق عليه إسم الكُلاس، وأحيانا تكون هذه الكتل موجودة بالفعل عند بداية الإصابة بالمرض، وقد تتكون تقرحات على تلك الكتل ويمكن أن يتسرب منها سائل لبني من الكالسيوم، وبمجرد تكونها يكون من الصعب علاجها.
▪︎ إصابة الرئة:
قد تحدث مشاكل في التنفس بسبب وهن العضلات، كما يمكن أن يتسبب وهن العضلات أيضا في تغير صوت الطفل وتعرضه لمشاكل في البلع، وفي بعض الأحيان يكون هناك إلتهاب في الرئتين يمكن أن يؤدي إلى ضيق في التنفس.
وفي أكثر الحالات شدة، قد تتعرض تقريبا جميع العضلات المتصلة بالهيكل العظمي للإصابة مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في التنفس والبلع والكلام، وبالتالي يعتبر تغير الصوت ومواجهة صعوبات في التغذية أو البلع والسعال وضيق التنفس من العلامات المهمة.

هل هناك تشابه لمرض إلتهاب الجلد والعضلات بين طفل وآخر ؟

تتفاوت شدة المرض من طفل لآخر، فقد يصيب المرض عند بعض الأطفال الجلد فقط ولا تتعرض العضلات للوهن أي إلتهاب الجلد مع عدم إصابة العضلات، أو تعرض العضلات لوهن بسيط قد لا يظهر إلا عند إجراء الفحوصات، بينما قد يكون لدى أطفال آخرين مشاكل متمثلة في إصابة أجزاء كثيرة من أجسادهم كالجلد والعضلات والمفاصل والرئتين والأمعاء.

تشخيص إلتهاب الجلد والعضلات

▪︎ كيف يتم تشخيصه؟ ما هي الفحوصات اللازمة؟
يحتاج الطفل لإجراء فحص بدني إلى جانب تحاليل الدم وفحوصات أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو فحص خزعة من العضلات لتشخيص مرض إلتهاب الجلد والعضلات، ويختلف كل طفل عن الآخر، بينما الطبيب هو الذي يقرر أفضل الفحوصات التي تناسب كل طفل، ويمكن أن يظهر إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال بنمط معين من وهن العضلات وأنواع معينة من الطفح الجلدي، حيث يكون تشخيص المرض أسهل في هذه الحالات، وسيشمل الفحص البدني فحص قوة العضلات والطفح الجلدي والأوعية الدموية تحت الأظافر.
قد يشبه إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال في بعض الأحيان أمراض مناعة ذاتية أخرى مثل إلتهاب المفاصل أو الذئبة الحمامية المجموعية أو الإلتهاب الوعائي، و قد يشبه أحد أمراض العضلات الخلقية، وستساعد الفحوصات في تحديد نوع المرض الذي يعاني منه الطفل.
▪︎ التصوير بالرنين المغناطيسي:
يمكن بإستخدام تقنية الرنين المغناطيسي رؤية إلتهاب العضلات، كما يمكن إجراء فحوصات أخرى تجرى على العضلات، وتمثل نتائج فحص خزعة العضلات "أي أخذ عينة صغيرة من العضلات" أهمية كبيرة لتأكيد التشخيص، وتعتبر الخزعة أداة بحث لفهم المرض على نحو أفضل.
ويمكن قياس التغيرات الوظيفية في العضلات بإلكترودات خاصة يمكن إدخالها في العضلات كالحقن، ويمكن أن يكون هذا الفحص مفيدا في تمييز إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال عن بعض أمراض العضلات الخلقية ولكن لا يلزم إجراؤه دائما في الحالات الواضحة.
وتوجد فحوصات أخرى يمكن إجراؤها للكشف عن إصابة أعضاء أخرى، فتخطيط القلب الكهربائي "ECG" وتخطيط صدى القلب "ECHO" مفيدان للكشف عن أمراض القلب، بينما قد تكشف الأشعة السينية على الصدر أو الأشعة المقطعية جنبا بالإضافة إلى فحوصات وظائف الرئة عن تعرض الرئة للإصابة، كما يكشف فحص عملية البلع بالأشعة السينية بإستخدام سائل معتم خاص عن إصابة العضلات الموجودة بالحلق والمريء، وقد تستخدَم الموجات فوق الصوتية للكشف عن إصابة الأمعاء.
▪︎ تحاليل الدم:
تجرى تحاليل الدم بحثا عن الإلتهابات ولفحص وظائف الجهاز المناعي والبحث عن المشاكل الناتجة عن الإلتهابات مثل إرتشاح العضلات، حيث تصبح العضلات لدى أغلب الأطفال المصابين بإلتهاب الجلد والعضلات مرتشحة، وهذا يعني أن هناك مواد تتسرب من خلايا العضلات إلى الدم والتي يمكن قياس كميتها فيه، وأهم هذه المواد هي البروتينات التي تسمى إنزيمات العضلات، وتستخدم تحاليل الدم عادة لتقييم مدى نشاط المرض ولتقييم الإستجابة للعلاج في حالة المتابعة، وهناك خمسة إنزيمات عضلية يمكن قياسها، وهي: CK وLDH وAST وALT والألدولاز aldolas، حيث يرتفع مستوى أحدها على الأقل لدى أغلب المرضى، ولكن ذلك لا يحدث دائما، بالإضافة إلى ذلك هناك فحوصات مخبرية أخرى يمكن أن تساعد في تشخيص المرض، والتي تشمل الأجسام المضادة لأنوية الخلايا "ANA" والأجسام المضادة الخاصة بإلتهاب العضلات "MSA" والأجسام المضادة المصاحبة لإلتهاب العضلات "MAA"، وتجدر الإشارة إلى أن نتيجة فحص الأجسام المضادة لأنوية الخلايا "ANA" والأجسام المضادة المصاحبة لإلتهاب العضلات "MAA" قد تكون موجبة في بعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

أهمية إجراء فحوصات إلتهاب الجلد والعضلات

يمكن تشخيص الحالات المعتادة من إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال من نمط وهن العضلات والطفح الجلدي التقليدي، ثم تستخدَم الإختبارات بعد ذلك لتأكيد تشخيص إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال بالإضافة لمراقبة المعالجة، ويمكن تقييم المرض من خلال نتائج فحوصات العضلات الموحدة.

هل تختلف الإصابة بإلتهاب الجلد والعضلات عند الأطفال والبالغين ؟

قد يكون إلتهاب الجلد والعضلات لدى البالغين عَرَضا ثانويا لأورام سرطانية كامنة، بينما لا يصاحب إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال مرض السرطان.
ويوجد لدى البالغين حالة تصاب فيها العضلات فقط بإلتهاب، ولكنها نادرة الحدوث لدى الأطفال، كما أن لدى البالغين أحيانا أجسام مضادة تكتشفها الفحوصات، وكثير من هذه الأجسام لا تظهر لدى الأطفال، ولكن هناك أجسام مضادة معينة أصبحت معروفة لدى الأطفال خلال السنوات الخمس الماضية، كما يتكون الكُلاس بشكل أكثر شيوعا لدى الأطفال منه عند البالغين.

العلاج المناسب لإلتهاب الجلد والعضلات

يمكن علاج المرض ولكن ليس بهذا المفهوم لأنه لايوجد هناك علاجا يقض نهائيا على المرض ولكن الهدف من العلاج هو السيطرة على المرض أي إدخال المرض في حالة هجوع، ويكون العلاج حسب إحتياجات كل طفل على حدة، وفي حالة عدم السيطرة على المرض، قد تحدث أضرار لا يمكن تفاديها، حيث يمكن أن يؤدي المرض إلى مشاكل طويلة المدى من بينها الإعاقة التي تدوم حتى بعد زوال المرض.
ويعتبر العلاج الطبيعي مع كثير من الأطفال عنصرا مهما من عناصر المعالجة، كما يحتاج بعض الأطفال وعائلاتهم أيضا إلى دعم نفسي للتكيف مع المرض وتأثيره على حياتهم اليومية.
تعمل جميع الأدوية بطريقة تثبيط جهاز المناعة لوقف الإلتهاب والوقاية من حدوث أضرار.
▪︎ ميثوتريكسات:
يستغرق هذا الدواء من ستة إلى ثمانية أسابيع لبدء عمله وغالبا ما يتم إعطاؤه لمدة طويلة، وتتمثل أبرز آثار هذا الدواء الجانبية في الشعور بالغثيان خلال فترة تعاطيه، وأحيانا قد تتكون تقرحات في الفم وقد يحدث ترقق لبصيلات الشعر بشكل بسيط وإنخفاض نسبة خلايا الدم البيضاء أو إرتفاع نسبة إنزيمات الكبد، بينما تكون المشاكل التي تحدث للكبد طفيفة ولكن يمكن أن تكون أسوأ من ذلك بكثير مع تعاطي الكحوليات، ويقلل تناول حمض الفوليك أو الفولينيك وفيتامين "A" من خطر الآثار الجانبية وخاصة تلك التي تؤثر على وظيفة الكبد، وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطر نظري متزايد للإصابة بالعدوى، وإن كانت لم تظهر مشاكل عمليا إلا مع الجدري المائي، ويجب أثناء فترة العلاج تجنب الحمل نظرا لتأثيرات الميثوتريكسات على الجنين.
▪︎ الكورتيكوستيرويدات:
هذه الأدوية ممتازة للسيطرة على الإلتهاب بسرعة، وتعطى الكورتيكوستيرويدات عبر الوريد عن طريق الحقن الوريدي أو الكانيولا لإدخال الدواء للجسم بسرعة، وقد يكون ذلك منقذا لحياة المريض.
ومع ذلك توجد آثار جانبية إذا لزم الأمر إعطاء جرعات كبيرة على المدى الطويل، وتشمل هذه الآثار الجانبية للكورتيكوستيرويدات مشاكل في النمو وإرتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى وإرتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام.
وتتسبب الكورتيكوستيرويدات في حدوث مشاكل قليلة عند تعاطيها بجرعات منخفضة، حيث تظهر أغلب المشاكل مع تعاطي جرعات كبيرة من هذه الأدوية، تثبط الكورتيكوستيرويدات الستيرويدات الخاصة بالجسم (الكورتيزول)، وقد يسبب ذلك مشاكل خطيرة، بل قد يتسبب في مشاكل تهدد الحياة في حالة التوقف عن تعاطي الدواء فجأة، ولهذا السبب يجب تقليل تعاطي الكورتيكوستيرويدات ببطء، وقد يتم إعطاء دواء آخر مثبط للمناعة إلى جانب الكورتيكوستيرويدات مثل الميثوتريكسات للمساعدة في السيطرة على طول مدة الإلتهاب، وفي حال عدم السيطرة على المرض بإستخدام توليفة الكورتيكوستيرويدات والميثوتريكسات، فهناك العديد من العلاجات الأخرى الممكنة التي غالبا ما تعطى مجتمعة.
▪︎ الأدوية الأخرى المثبطة للمناعة:
السيكلوسبورين مثل الميثوتريكسات ويعطى عادة لمدة طويلة، وتشمل آثاره الجانبية طويلة المدى إرتفاع ضغط الدم وزيادة الشعر في الجسم وتضخم اللثة وكذلك حدوث مشاكل في الكلى.
الميكوفينولات موفيتيل: وهو دواء يؤخد أيضا على المدى الطويل، ويتقبله الجسم بشكل جيد، وأبرز آثاره الجانبية هي آلام المعدة والإسهال وإرتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى.
وقد يتم إعطاء السيكلوفوسفاميد في حالات المرض الشديدة أو في حالة مقاومة المرض للعلاج.
الغلوبولين المناعي الوريدي: يحتوي هذا الدواء على أجسام مضادة بشرية مركزة من الدم، ويتم إعطاؤه عن طريق الوريد ويعمل مع بعض المرضى من خلال التأثير على جهاز المناعة بحيث يؤدي إلى تقليل الإلتهابات، ولكن الآلية التي يعمل بها بالضبط غير معروفة.
▪︎ العلاج الطبيعي والتمرينات:
تتمثل الأعراض الجسدية الشائعة لإلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال في وهن العضلات وتصلب المفاصل مما يؤدي إلى إنخفاض مستوى الحركة واللياقة البدنية، وقد يؤدي الشد الذي تتعرض له العضلات المصابة إلى تقييد الحركة، وهذه المشاكل يمكن حلها من خلال إجراء جلسات علاج طبيعي بإنتظام، وسيوضح أخصائي العلاج الطبيعي لكل من الطفل والوالدين سلسلة من تمارين الإطالة وتقوية العضلات واللياقة البدنية، والهدف من المعالجة بهذا الأسلوب هو بناء قوة العضلات والقدرة على التحمل وتحسين مجال حركة المفاصل والمحافظة عليه، ومن المهم للغاية إشراك الوالدين في هذه العملية لمساعدة طفلهما الإستمرار والتقدم في برنامج التمرينات.
▪︎ العلاجات المساعدة:
يوصى بتناول أدوية الكالسيوم وفيتامين "D" بشكل صحيح.

كم تدوم مدة علاج إلتهاب الجلد والعضلات ؟

تختلف مدة معالجة المرض من طفل لآخر، وستعتمد المدة على الكيفية التي يؤثر بها إلتهاب الجلد والعضلات على الطفل، فأغلب الأطفال المصابين بإلتهاب الجلد والعضلات تدوم معالجتهم لمدة من عام إلى عامين، بينما سيحتاج بعض الأطفال إلى مداومة المعالجة لسنوات عديدة، والهدف من المعالجة هو السيطرة على المرض، ويمكن خفض العلاج تدريجيا حتى إيقافه بمجرد أن يكون إلتهاب الجلد والعضلات خاملا لدى الطفل لمدة من الوقت، عادة ما تكون عدة أشهر.
ويعتبر هذا المرض خاملا لدى الطفل إذا كانت صحته جيدة ولا تظهر عليه علامات المرض حال نشاطه وتظهر تحاليل الدم طبيعية تماما، ويعتبر تقييم خمول المرض عملية دقيقة يلزم خلالها وضع كافة الجوانب بعين الإعتبار.

العلاجات التكميلية أو غير التقليدية لإلتهاب الجلد والعضلات

هناك العديد من العلاجات التكميلية والبديلة المتاحة، وقد تتسبب في حدوث لبس للمرضى وعائلاتهم، وأغلب العلاجات لم تثبت فعاليتها، لهذا ينصح بالتفكير مليا في مخاطر وفوائد اللجوء إلى تجربة مثل هذا النوع من العلاجات، حيث إن نسبة الفائدة المثبتة قليلة إضافة إلى أنها قد تكون مكلفة سواء من حيث الوقت والعبئ الذي يقع على الطفل ومن حيث مصاريف العلاج، وإذا كنت تريد التعرف على العلاجات التكميلية والبديلة، فمن الحكمة مناقشة هذه الآراء مع أخصائي أمراض روماتيزم الأطفال، قد تتفاعل بعض العلاجات مع الأدوية التقليدية، ولن يعارض معظم الأطباء اللجوء إلى العلاجات التكميلية، شريطة إتباعك للإرشادات الطبية، ومن المهم جدا ألا يتوقف المريض عن تناول الأدوية الموصوفة له، عند الإحتياج لأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات من أجل إبقاء السيطرة على مرض إلتهاب الجلد والعضلات، فقد يكون من بالغ الخطورة أن تتوقف عن تناولها إذا كان المرض لا يزال نشطا.
يجب مناقشة المخاوف الطبية مع الطبيب المباشر لحالة الطفل.

تأثير إلتهاب الجلد والعضلات على الحياة اليومية للطفل وعائلته

يجب الإنتباه للأثر النفسي لهذا المرض على الأطفال وعائلاتهم، وذلك لأن الأمراض المزمنة مثل إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال تمثل تحديا صعبا للعائلة ككل، وبالطبع كلما زادت خطورة المرض زادت صعوبة التعايش معه، وسوف يكون من الصعب على الطفل أن يتكيف مع المرض بالشكل المناسب إذا كان لدى والديه مشاكل في القيام بذلك، ويعتبر السلوك الإيجابي من جانب الوالدين لدعم الطفل وتشجيعه على أن يكون مستقلا ونشطا جسديا إلى أقصى قدر ممكن رغم مرضه أمرا بالغ القيمة، حيث يساعد ذلك الأطفال على التغلب على المصاعب المرتبطة بهذا المرض، حتى ينجح في مسايرة زملائه ويصبح مستقلا ومتزنا.
يعد إتاحة فرصة تمتع الطفل بحياة طبيعية عند بلوغه أحد الأهداف الرئيسية للعلاج ويمكن تحقيقه في معظم الحالات، وقد تحسنت معالجة إلتهاب الجلد والعضلات لدى الأطفال بشكل كبير على مدار السنوات العشر الأخيرة، ومن المتوقع أن يتم طرح العديد من الأدوية الجديدة في المستقبل القريب، ويمكن حاليا الوقاية من تلف العضلات أو الحد منه لدى أغلب المرضى من خلال الجمع بين إستخدام العلاج الدوائي وإعادة التأهيل.

هل تساعد التمرينات والعلاج الطبيعي الطفل المريض بإلتهاب الجلد والعضلات ؟

الغرض من التمرينات والعلاج الطبيعي هو مساعدة الطفل على المشاركة على أكمل وجه ممكن في جميع أنشطة الحياة اليومية وتحقيق إمكاناتهم داخل المجتمع، كما يمكن الإستفادة أيضا من التمرينات الرياضية والعلاج الطبيعي في تشجيع الطفل على عيش حياة صحية نشطة، وحتى يتمكن الطفل من تحقيق هذه الأهداف، فإن صحة العضلات تعد شرطا لذلك، ويمكن الإستفادة من التمرينات والعلاج للوصول إلى درجة أفضل من مرونة العضلات وقوتها وكذلك الإنسجام والقدرة على التحمل، وتتيح هذه الجوانب الخاصة بصحة العضلات والعظام للطفل أن ينجح ويشارك بشكل آمن في الأنشطة المدرسية وكذلك الأنشطة غير المدرسية مثل الأنشطة الترفيهية والرياضية، ويمكن أن يمثل المزج بين العلاج وبرامج التمرينات أهمية في الوصول إلى المستوى الطبيعي من اللياقة البدنية.

التطعيم المتاح لإلتهاب الجلد والعضلات

يجب مناقشة مسألة التطعيم مع الطبيب الذي سيقرر أي التطعيمات تعتبر آمنة وينصح بها للطفل، وهناك الكثير من التطعيمات التي يوصى بها، منها:
التطعيم ضد الكزاز، وشلل الأطفال عن طريق الحقن، والدفتريا، والمكورات الرئوية، والأنفلونزا عن طريق الحقن، كما أن هناك لقاحات مركبة غير حية تعتبر آمنة على المرضى الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة، ومع ذلك، يتم تجنب اللقاحات الحية الموهنة بشكل عام نظرا للخطورة المفترضة من التحفيز على نقل العدوى للمرضى الذي يتلقون جرعة كبيرة من الأدوية المثبطة للمناعة أو العوامل البيولوجية مثل لقاح الحصبة والنكاف والحميراء ولقاح بي سي جي والحمى الصفراء.

هل إلتهاب الجلد والعضلات يؤثر على الحمل أو إستخدام وسائل منع الحمل ؟

لم يثبت عن الإصابة بإلتهاب الجلد والعضلات التأثير على ممارسة العلاقة الحميمية أو الحمل، ومع ذلك، قد يكون لكثير من الأدوية المستخدمة في السيطرة على المرض تأثير سلبي على الجنين، بينما يُنصح المرضى النشطون جنسيا بإستخدام وسائل منع الحمل الآمنة ومناقشة المسائل المتعلقة بوسائل منع الحمل والحمل خاصة قبل محاولة الحمل مع الطبيب.