إمرأة سودانية تنجب مولودها وتهرب إلى تشاد بعد تعرض قريتها لهجوم مسلح
إمرأة سودانية تضع مولودها وتهرب إلى تشاد
مخيم كوفرون "تشاد" تقطعت السبل بزمزم آدم التي تبلغ من العمر 23 عاما والتي كانت تنتظر أن تنجب مولودها عندما هاجمت ميليشيات مسلحة قريتها ونهبتها وذلك بالقرب من مدينة الجنينة في إقليم دارفور غرب السودان لتظل بمفردها بعد فرار جيرانها إلى تشاد.وامتد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قرية آياتين حيث تسكن زمزم في إقليم دارفور ليؤجج صراعا عنفا مستمرا منذ عقدين.
وتحدث سكان ومصادر في منطقة الإقليم عن وقوع عمليات نهب وهجمات انتقامية عرقية واشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع التي خرجت من عباءة ميليشيات الجنجويد.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن 96 شخصا على الأقل قُتلوا فى دارفور منذ يوم الاثنين فى أعمال عنف قبلي أشعلها الصراع.
وقالت زمزم "جاء مسلحون إلى قريتنا وأحرقوا ونهبوا المنازل وأجبرونا على الفرار" ، وبينما كان الجيران يحزمون أمتعتهم على عجل من أمرهم للمغادرة وسط التفجيرات وإطلاق النار، وجدت زمزم نفسها وحيدة، كان زوجها قد غادر إلى شرق البلاد بحثا عن عمل ولم يسمع عنه أحد منذ فترة.
وهرعت أختها ووالدتها إليها لإنقاذها بعد أن سمعا من أحد الجيران أنها على وشك أن تنجب مولودها، وقالت شقيقتها ثريا آدم (27 عاما) "عندما وصلنا كانت قد وضعت طفلها بالفعل وتركها الناس بمفردها، قطعت الحبل السري للمولود ونظفناها".
والتقطت السيدتان المولود وانطلقتا على الفور في رحلة لمسافة أكثر من 30 كيلومترا عبر الأراضي القاحلة في تشاد حيث انضمتا لنحو 20 ألف لاجئ سوداني آخرين فروا من إقليم دارفور إلى تشاد منذ بدء القتال.
إقرأ أيضا:
الصراع في السودان: السكان يفرون من العاصمة الخرطوم مع استمرار القتال
وتحدثت ثريا من مخيم كفرون للاجئين في تشاد قائلة "تركناها ترتاح لبعض الوقت، ثم واصلنا طريقنا إلى هنا".
وعلى بساط أسفل شجرة جلست زمزم وهي تهدهد رضيعها البالغ من العمر 13 يوما وتطعمه، وقالت ثريا إنه ظل يبكي لمدة خمسة أيام.
وأضافت ثريا "هو الآن أفضل حالا، لم يعد يبكي مثل السابق، أعلم أن الطفل مريض ووالدته أيضا"، مشيرة إلى أن أختها أصيبت بطفح جلدي.
وشوهدت أعداد كبيرة من النساء والأطفال حول المخيم بالقرب من الحدود السودانية، بينما استراح آخرون في أماكن إيواء مؤقتة مصنوعة من العصي المغطاة بالقماش.
وتمثل عمليات النزوح عبئا إضافيا على موارد تشاد الشحيحة التي كانت تعاني بالفعل من ضغوط استضافة 400 ألف لاجئ فروا من صراع سابق في السودان.