قصة ابن جدعان الذي تصدق بناقته على جاره الفقير الوفي
ابن جدعان الذي تصدق بناقته على جاره الفقير
قصة ابن جدعان الذي تصدق بناقته على جاره هي قصة شهيرة من التراث الشعبي العربي تتحدث عن رجل يُدعى "ابن جدعان"، وهو رجل يعيش في قرية صغيرة.تعتبر قصة ابن جدعان وتصدقه بناقته على جاره الفقير درسًا في التضحية والعطاء والعناية بالآخرين، حيث يُظهر قيمة التعاون والتكافل الاجتماعي.
وقد جاء في القصة أن رجلا يسمى ابن جدعان تصدق على جاره الفقير الحال له سبع بنات بأحب ماله إليه وكانت ناقة، فرح الجار الفقير فكان يشرب هو وبناته من لبنها.
و لما جاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض خرج ابن جدعان مع البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ، في الدحول، و هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية و دخل إلى احدها ليُحضر الماء حتى يشرب هو وأولاده الثلاثة الذين كانو خارج الدحل ينتظرون، فضاع ابن جدعان تحت الدحل ولم يعرف طريقه للخروج.
فإنتظر أبناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يأسوا، قالوا: لعل ثعبانًا لدغه ومات، لعله تاه تحت الأرض وهلك، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره، إن جارنا هذا لا يستحقها، ويجب علينا إستردادها منه
فأخذوا بعيرًا أجربًا ليعطوه للجار بدل الناقة فقال الجار: إن أباكم أهداها لي، أتعشى وأتغدى من لبنها.
فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: أعد لنا الناقة خيرٌ لك، وخذ هذا الجمل قال: أشكوكم إلى أبيكم، قالوا: اشكِ إليه فإنه قد مات، قال: مات، كيف مات؟ ولم لا أدري؟ قالوا: دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج، قال: اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ..
فذهبوا به إلى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ونزل يزحف حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه، وإذا به يسمع أنين الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع، حمله خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد، وأولاده لا يعلمون، قال: أخبرني بالله عليك أسبوعاً تحت الأرض ولم تمت ...
قال: سأحدثك حديثاً عجباً !
بعد ثلاثة أيام فقدت الأمل و سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه .. يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب كل يوم ثلاث مرات، ولكن منذ يومين انقطع لا أدري ما سبب انقطاعه ؟!
يقول: فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت أكثر !؟
فقد ظن أولادك أنك مت فأخذوا مني الناقة التي كان يسقيك الله منها، والمسلم في ظل صدقته.