قصة المثل القائل من يصلح الملح إذا الملح فسد







قصة المثل من يصلح الملح إذا الملح فسد

تُعتبر قصة المثل الشهير "من يصلح الملح إذا الملح فسد" من بين القصص القصيرة التي تحمل في طياتها الكثير من الحكم والعبر، يُعتقد أن هذا المثل القديم يعود جذوره إلى ثقافات عديدة ويُقال في العديد من الثقافات واللغات حول العالم، وعلى الرغم من تنوع المصادر والأصول المحتملة لهذه القصة، إلا أن الأهمية الثقافية والعقلية لهذا المثل تظل متجذرة ومؤثرة.




قصة المثل القائل من يصلح الملح إذا الملح فسد


تحكي القصة عن واقعة دارت أحداثها في إحدى القرى النائية، ويروى أن بدوياً تزوج إمرأة من قبيلته ذات حُسْنٍ وأدب ودين وعاش معها في قريته إلى أن نشب خلاف بين عائلته وعائلة أخرى توفي علي إثْرها رجلٌ من العائلة الأخْري فَحُكِمَ عليه بترك القرية، فذهب الرجل بزوجته ليعيش في قرية أخرى وكان دائم الجلوس في مجلس شيخ القرية مع الرجال يتسامرون ويتشاورون.
وفي يوم من الأيام مر شيخ القرية بمنزل الرجل فرأى زوجته فسحره جمالها وفُتِنَ بها، فلمعت في عقل شيخ القرية فكرة شيطانية لينفرد بزوجة الرجل، فأرسله مع بعض رجال القرية ليتفقدوا ضيعة بينهم وبينها مسيرة ثلاثة أيام في الذهاب ومثلهم للعودة، وبعد أن سافر الزوج مع الرجال أنتظر شيخ القرية ليأتي الليل، ثم تسلل إلى بيت الرجل لينفرد بزوجته، فدخل البيت ولكن الزوجة شعرت به فقالت:
- من بالمنزل؟
قال الشيخ:
- أنا شيخ القرية سَحَرَنِي جمالك فجئت إليك لأُطْفئ لهيب قلبي.
قالت الزوجة:
- وأنا لن أمانع بشرط أن تحل هذا اللغز، "حتى لايفسد اللحم نضع الملح عليه، فماذا نفعل إذا فسد الملح؟"
فكر الشيخ قليلاً ثم قال لها:
- أمهليني حتى الغد لآتيكِ بحل اللغز
فقالت الزوجة :
- وأنا سأنتظرك وفي الصباح جمع شيخ القبيلة الرجال وحكماء القرية وعرض عليهم اللغز فلم يتلق إجابة واحدة مقنعة.
ولكن كان أحدهم والمعروف عنه الحكمة صامتاً وما إن إنفض المجلس ورحل الرجال حتى قال للشيخ:
- من قال لك هذا اللغز ؟
إرتبك الشيخ قليلاً ثم قال له:
- هل تعرف الإجابة؟
إبتسم الرجل الحكيم وقال:
- قائل هذا اللغز شخص إحتمى بك ولكنك خذلته، وهو ذو علم ودين وأخلاق وحكمة، فهو لا يريد أن يرد طلبك بغلظة فتنقلب عليه وتسئ معاملته بما لك من سطوة وقوة، ولن يستطيع أن يجيب طلبك لأن أخلاقه تمنعه من ذلك، فهو لا يريدك أن تكون عدوه، ولكنه يريد مخاطبة ضميرك ومكانتك، أظنها إمرأة راودتها أنت عن نفسها وهي تريد أن تصون عرضها وعرض زوجها، ولكنها تخشي من بطْشك، فهي تقصد أن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة، ولكن من يُصلح شيخ القبيلة إذا فسد؟ فأصل اللغز بيت من الشعر قاله أبو سفيان الثوري
يارجال العلم يا ملح البلد.... من يصلح الملح إذا الملح فَسَدْ.