هل مرض السيلياك يسبب السرطان؟
ارتباط مرض السيلياك بزيادة خطر السرطان: فهم المخاطر والوقاية
مرض السيلياك هو اضطراب مناعي مزمن يؤثر على الأمعاء الدقيقة ويحدث نتيجة استهلاك الجلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير والشوفان والجاودار، ويعتبر مرض السيلياك من أكثر الاضطرابات الغذائية شيوعًا، حيث يؤثر على حوالي 1% من السكان في جميع أنحاء العالم.عندما يتناول الشخص المصاب بالسيلياك الجلوتين، يقوم الجهاز المناعي بالاعتراض على هذا البروتين ويهاجم الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في تلف الشعيرات الدقيقة الموجودة على جدران الأمعاء، وهذا التلف يعيق قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن.
تتراوح أعراض مرض السيلياك بين الخفيفة والشديدة، وقد تشمل الأعراض الشائعة الإسهال المزمن، وآلام البطن، وفقدان الوزن، والتعب المستمر، ونقص الحديد في الدم، وتشوهات في الأسنان والعظام، وقد يكون من الصعب تشخيص مرض السيلياك نظرًا لتنوع الأعراض وتشابهها مع أمراض أخرى.
بالإضافة إلى الأعراض المعوية، يرتبط مرض السيلياك أيضًا بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل السكري، والتهاب المفاصل، والأمراض المناعية الذاتية، وأمراض الغدة الدرقية، ومن بين هذه المخاطر المحتملة تأتي زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
على الرغم من أن مرض السيلياك لا يعتبر بشكل عام مصدرًا مباشرًا للسرطان، إلا أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. الأشخاص الذين يعانون من السيلياك لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الأمعاء الدقيقة (الكولوريكتال)، وسرطان البنكرياس، وسرطان البلعوم، وسرطان الفم، وسرطان الحنجرة، وسرطان الأمعاء الغليظة.
هذا الارتباط المحتمل يعزى جزئياً إلى التلف الذي يحدث في الأمعاء الدقيقة نتيجة استهلاك الجلوتين، والذي يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء وتغيرات في الخلايا، فإذا لم يتم تشخيص ومعالجة مرض السيلياك وتجنب تناول الجلوتين، فقد يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
مع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من السيلياك لا يطورون السرطان، ومن المهم أن يتم تشخيص مرض السيلياك في وقت مبكر واتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين للسيطرة على الأعراض وتقليل المخاطر المحتملة، وكما ينصح بإجراء فحوصات دورية ومتابعة طبية للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية قد تشير إلى تطور سرطاني محتمل.
للوقاية من هذه المخاطر، يُنصح بتشخيص مرض السيلياك في وقت مبكر واتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين بدقة، كما يجب إجراء فحوصات دورية ومتابعة طبية للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية قد تشير إلى تطور سرطاني محتمل، والالتزام بالفحوصات الدورية والفحوصات الطبية الموصى بها للكشف عن أي تغيرات تستدعي الاهتمام الطبي.
إقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن السيلياك مرض الاضطرابات الهضمية