إمرأة أرملة ... قصة واقعية أدرجت في كتاب تطوير الذات







إمرأة أرملة، قصة واقعية

في قلب قصة هذه الإمرأة الأرملة التي سنحكيها لكم، نجد قوة الإيمان والحب، لقد تحملت هذه الأم مسؤولية تربية أطفالها بمفردها، ولكنها لم تعتمد إلا على الله ونفسها، عبرت عن حبها ورعايتها من خلال لحظة صامتة ومؤثرة عندما وضعت ورقة تحمل فيها رسالة قوية لأبنائها.




إمرأة أرملة ... قصة واقعية أدرجت في كتاب تطوير الذات



هذه القصة تعلمنا أن الثقة بالله والإيمان بقدرته يمكن أن تكون أقوى من أي شيء آخر، وعندما اكتشف أبناء الأرملة هذه الرسالة البسيطة، أدركوا قيمتها وأهميتها، إنها تذكير للجميع بأهمية الثقة في الله في تحمل مصاعب الحياة والسعي نحو توازنها.

ثقة الأم ورسالة الحائط

كان هناك إمرأة أرملة لم يكن لها معين إلا الله وحده ثم نفسها لتعيل أطفالها، كانت تقدم لهم الحب والعطف والأمان، وكانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية، فعندما حل الليل وبينما هم نيام، اشتدت الرياح وزادت الأمطار وكان بيتهم ضعيف الأساس ومن كثرة قلق ألام الأرملة على أطفالها بقيت مستيقظة تحضنهم بقربها ليحصلوا جميعا على اكبر قدر ممكن من الدفئ والحنان.

وفي تلك اللحظة قامت ألام وأحضرت ورقة صغيرة وكتبت فيها بضع كلمات ومن تم وضعتها في شق الحائط وأخفتها عن ناظر أطفالها، لم تكن تعلم ألام الارملة أثناءها بان أحد أطفالها كان يراقبها وهي تضع شيء ما بالحائط !
مرت الأيام تعقبها السنوات وتغير الحال فكبر الأطفال وأصبحوا رجال، فقد كانوا متعلمين مثقفين، مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ليسكنوا بيتا في المدينة، وما إن لبثت أمهم سنة واحدة بينهم حتى توفاها الله وبعد انتهاء ثلاثة أيام للعزاء، اجتمع أبنائها وفي لحظة ذهب كل منهم بذكرياته عن أمه وفجأة تذكر أخاهم الأكبر أن أمه قد وضعت شيئا ما في حائط منزلهم القديم ....!
فاخبر أخوته فهرعوا مسرعين إلى ذلك البيت وعندما وصلوا نظر الابن إلى الحائط والتقط الحجر الذي يغلق فتحة الشق وعندها وجد ورقة بالداخل فسحبها، وإذا بالبيت يهتز بقوة، فخاف أبناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم فابتعدوا بسرعة إلى جهة أخرى فوقع البيت، وعندها حل الصمت بين الإخوة للحظات وعلى وجههم الاستغراب والذهول، كيف يحدث ذلك؟!
قال أحد الأبناء هل الورقة معك يا أخي؟
إجابه : نعم قالوا له بصوت مرتفع افتحها افتحها ...!!!
وعندما فتحها، إليكم ما كتبته المراة في داخلها، فلم تكن تحتوي إلا بضع كلمات ..
وهي ( أصمد بإذن رَبك )
يالله ما أعظم تلك العبارة وما أروع تلك المرأة وما اصدق إيمانها.
عندها ترحم الأبناء على أمهم وعرفوا آخر درس قد علمتهم إياه بعد وفاتها، وهو أن يثقوا الله حق ثقاته وان يكون لديهم ثقة كبيرة بان الله تعالى يسير أمورهم لما فيه خير لهم.

الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً، فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار.