آلام الرقبة وتصلبها ... أسبابها، أنواعها، وسبل العلاج

تعريف آلام الرقبة

آلام الرقبة وتصلبها هي مشكلة شائعة وليس هناك ما يدعو للقلق بشكل عام ، فعادة ما يتحسن الألم والتصلب خلال بعد بضعة أيام ، ولا يعد عرض لوجود مشكلة أو حالة كامنة في الرقبة أكثر خطورة.

تُعد آلام الرقبة وتصلبها من المشكلات الصحية الشائعة التي يواجهها الكثيرون في مراحل مختلفة من حياتهم، حيث تعتبر الرقبة جزءًا حيويًا من الجسم، فهي ترتبط بوظائف متعددة تشمل دعم الرأس وتيسير حركة الرقبة، ولذا فإن أي مشكلة في هذه المنطقة يمكن أن تكون مؤلمة وتؤثر على الحياة اليومية، ويتناول هذا المقال تحليلًا شاملاً لآلام الرقبة وتصلبها، حيث سنستعرض أنواع الألم، وأسبابه، والعلاجات المتاحة للتخفيف من هذه المشكلة الصحية المزعجة، كما سنكتشف كيف يمكن التعرف على الأعراض والتشخيص المبكر، وسنقدم نصائح للوقاية وتحسين الصحة العامة للرقبة.

أنواع آلام الرقبة

▪︎ الرقبة الملتوية أو المشكولة:
يستيقظ بعض الأشخاص فجأة في صباح ما ، ليجدوا رقابهم ملتوية إلى أحد الجوانب وثابتة على هذا الوضع ، وهذا معروف بإسم الصعر الحاد الناتج عن الإصابة في عضلات الرقبة ، وقد يحدث هذا الإلتواء في الرقبة بسبب تعرضها لتيار هوائي بارد لمدة طويلة ، أو بعد أن تأخذ الرقبة وضعية غير طبيعية.
يمكن أن يستغرق الصعر الحادّ فترة تصل إلى أسبوع ليتحسن ، ولكن عادة ما يستغرق مابين 24 و 48 ساعة فقط ، ويمكن معالجة الآلام في المنزل من خلال إتباع النصائح أسفله.
قد يكون المصاب قادرا على معالجة الآلام في المنزل من خلال إتباع النصائح المذكورة أسفله ، وعلى الرغم من ذلك ، يجب أخذ موعد لمراجعة الطبيب إذا إستمرت الأعراض لأكثر من 48 ساعة ، حيث سيقوم الطبيب بفحص عنق المريض وعلاجه حسب حالته.
▪︎ مشاكل الأعصاب أو العظام في الرقبة:
تنجم أحيانا آلام الرقبة عن التآكل الذي يحدث في عظام ومفاصل الرقبة ، وهو نوع من إلتهاب المفاصل يسمى داء الفقار الرقبية.
مع التقدم في العمر قد يحدث داء الفقار الرقبية بشكل طبيعي ، وغالبا لا تظهر لدى المريض أي أعراض ، ويمكن للتغيرات التي تحدث في العظام لدى بعض الأشخاص أن تؤدي إلى تصلب الرقبة ، وقد يحدث ضغط على الأعصاب القريبة مما يؤدي إلى إنتشار الآلم بدءا من الذراعين على شكل وخز إبر أو تنمل في اليدين والساقين.
وتُعرف آلام الرقبة الناتجة عن العصب المضغوط بإسم إعتلال جذور الرقبية ، والتي قد تحدث أحيانا بسبب أخذ الرقبة لوضعية غير صحية ، بعد ثني الجسم بشكل غير طبيعي ، أو عقب إستخدام أدوات تعمل بالإهتزاز.

يمكن السيطرة على الآلام في الغالب من خلال إتباع النصائح المذكورة ، لكن إذا إستمرت الأعراض ، قد يتم إحالة المريض إلى فحص التصوير بالرنين المغناطيسي.

اسباب آلام أو تصلب الرقبة

يمكنك أن يصاب أي شخص بآلام أو تصلب مؤلم في الرقبة إذا كان ينام في وضع غير ملائم ، أو يستخدم لوحة مفاتيح الكمبيوتر لفترة طويلة من الزمن ، أو حتى بسبب الجلوس في وجه تيار هوائي.
يمكن أيضا للقلق والتوتر أحيانا أن يسبب شدا في عضلات الرقبة ، والذي قد يؤدي إلى آلام فيها ، ومع ذلك ، غالبا لا يوجد هناك سبب واضح لآلام الرقبة وسيشخصها الأطباء على أنها حالة "غير محددة".

قد تكون كثير من الأشياء سببا في آلام الرقبة من بينها الإصابة والاضطرابات المرتبطة بالتقدم في السن والأمراض الالتهابية ، وقد تشمل أسباب مشاكل آلام الرقبة ما يلي:
▪︎ إصابة أو حادثة تسبب (تلف في العضلات أو الأوتار أو الأربطة).
▪︎ انزلاق غضروفي في الرقبة.
▪︎ التهاب المفاصل (مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي).
▪︎ تنكس القرص العنقي.
▪︎ تشوهات خلقية (موجودة عند الولادة) في الفقرات والعظام.
▪︎ الأورام.

أعراض آلام الرقبة

آلام الرقبة وتصلبها يمكن أن تترافق مع مجموعة متنوعة من الأعراض التي تشمل:
1. ألم مستمر أو مؤقت في الرقبة؛
2. صعوبة في تحريك الرقبة أو تدويرها؛
3. تنميل أو خدر في اليدين أو الذراعين؛
4. ضعف في العضلات المرتبطة بالرقبة؛
5. صداع متكرر؛
6. ألم أو تنميل في الكتفين؛
7. صوت مسموع أثناء تحريك الرقبة (سماع صوت طقطقة أو فرقعة أو حبات رمل)؛
8. صعوبة في التركيز بسبب الألم.

إذا شعرت بأي من هذه الأعراض بشكل مزمن أو إذا كان الألم يؤثر على جودة حياتك اليومية، فإنه من المهم استشارة طبيب متخصص في العظام أو طبيب العلاج الطبيعي، لأن تحديد الأسباب والتشخيص المبكر لهذه الأعراض يمكن أن يساعد في تقديم العلاج المناسب وتقليل المضاعفات المحتملة.

زيارة الطبيب من أجل التشخيص عند وجود آلام في الرقبة

يجب مراجعة الطبيب إذا لم يتحسن الألم أو التصلب بعد بضعة أيام ، أو إذا لم تستطع السيطرة على الآلام بإستخدام المسكنات العادية.
قبل كل شيء يقوم الطبيب بفحص رقبة المصاب بالإضافة إلى طرح أسئلة يمكن أن تساعده على إستبعاد أي ضرر أو حالة خطيرة كامنة ، كما أنه قد يصف للمريض مسكنا قوي للآلام ، مثل الكوديين ، لأخذه مع مسكنات الآلام العادية التي تُصرف بدون وصفة طبية. أما إذا كان المريض يعاني من آلام في الرقبة أو تيبس لبضعة أسابيع ، فيجب أن يطلب من الطبيب أن يحيله على أخصائي العلاج الطبيعي ، حيث لا يوجد أي دليل علمي على أن المعالجة اليدوية أو الوخز بالإبر هي علاجات فعالة لتصلب أو آلام الرقبة.
فإذا كانت الأعراض شديدة بشكل خاص أو لم تتحسن ، قد يفكر الطبيب بإحالة المريض إلى أخصائي لتسكين الآلام عن طريق الحقن.

علاج آلام الرقبة في المنزل

مهما كان سبب آلام أو تصلب الرقبة ، فإن النصيحة بشكل عام هي نفسها:
▪︎ ممارسة الأنشطة اليومية بشكل عادي ، والبقاء نشطا وأخذ المسكنات لتقيل الأعراض.
▪︎ تناول جرعات منتظمة من الأيبوبروفين أو الباراسيتامول ، أو خليط من الاثنين ، للتغلب على الألم ، كما يمكن دهن الرقبة بجيل الأيبوبروفين كبديل عن أخذ الأقراص ، مع إتباع تعليمات النشرة التي تكون مرفوقة مع الدواء.
▪︎ حاول وضع زجاجة ماء ساخن أو كمادة حرارة على عنقك ، والذي من شأنه أن يساعد على التقليل من الآلام ومن أي تشنج عضلي.
▪︎ نم على وسادة منخفضة صلبة ليلا.
▪︎ تجنب إستعمال وسادتين لأن ذلك قد يجبر عنقك على الإنثناء بشكل غير طبيعي.
• تحقق من وضعيتك ، فقد تؤدي الوضعية السيئة إلى تفاقم الآلام.
▪︎ عدم إرتداء طوق الرقبة على رقبتك ، لأنه ليس هناك دليل علمي يؤكد على ضرورة إرتداءه لمساعدة رقبتك على الشفاء ، ويستحسن المحافظة على حركة رقبتك.
▪︎ تجنب القيادة حتى تزول الآلام والتيبس ، فقد يمنعك من إدارة رأسك لرؤية حركة المرور.
▪︎ إذا كان عنقك متيبسا أو ملتويا ، جرب بعض تمارين الرقبة البسيطة ، مثل شد عضلات رقبتك بلطف حيث تقوم بإمالة رأسك إلى الأعلى والأسفل ومن اليمين إلى اليسار ، وإدارة الرقبة برفق من اليسار إلى اليمين ، لأن هذه التمارين تساعد على تقوية عضلات الرقبة وتحسن نطاق الحركة.

النقاط الرئيسية حول آلام الرقبة

▪︎ يمكن أن تتفاوت آلام الرقبة بين الانزعاج الخفيف و الألم المزمن.
▪︎ يمكن أن تنجم آلام الرقبة عن العديد من الأسباب المختلفة ، من الإصابة إلى الاضطرابات المرتبطة بالعمر أو المرض الالتهابي.
▪︎ طلب الإستشارة الطبية الوقت المناسب بعد الإصابة قد يساهم في تقليل الأضرار والالتهابات في المستقبل.
▪︎ بمجرد أن يتم علاجك من الإصابة الأولية ، قد يكون من الضروري برنامج إعادة التأهيل البدني ، و من المهم متابعة برنامجك وتمارينك لتقوية وبناء العضلات لدعم أنشطتك.
▪︎ قد يؤدي إستخدام الجسم ميكانيكا بشكل جيد إلى منع الإصابة في المستقبل.

الوقاية من آلام الرقبة

إن الوقاية من آلام الرقبة وتصلبها تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة هذا الجزء الحيوي من الجسم، وإليك بعض النصائح للوقاية:
_ ممارسة التمارين الرياضية:
قم بممارسة تمارين تقوية عضلات الرقبة والكتفين بانتظام، فهذه التمارين يمكن أن تساعد في دعم الرقبة وتقليل الضغط عليها.
_ تحسين وضعية الجلوس:
حافظ على وضعية جلوس صحيحة عند العمل على الكمبيوتر أو أثناء القراءة، وذلك بإستخدم دعامة للظهر.
_ استخدام وسائل دعم الرقبة:
يمكن استخدام وسائل مثل وسائد الرقبة وأجهزة الدعم للرقبة أثناء النوم أو عند الاستراحة لتخفيف الضغط.
_ التحكم في التوتر:
حاول تقليل التوتر والضغوط النفسية، حيث إن التوتر يمكن أن يزيد من توتر العضلات في الرقبة.
_ اتباع نظام غذائي صحي:
تناول غذاء غني بالعناصر الغذائية مثل الكالسيوم وفيتامين D لتعزيز صحة العظام والعضلات.
_ توخي الحذر في الأنشطة اليومية:
قم بالحرص عند رفع الأوزان الثقيلة وتجنب التحركات المفاجئة التي يمكن أن تضر بالرقبة.
_ استشارة الطبيب:
في حالة تكرار آلام الرقبة أو تصاعدها، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتقديم النصائح والعلاج المناسب.

باتباع هذه النصائح والاهتمام بصحة الرقبة، يمكن تقليل احتمالية تطور مشكلات مزمنة في هذه المنطقة الهامة من الجسم.