هل تعاني من آلام في الجزء العلوي من بطنك؟ قد يكون التهاب المرارة سببها
فهم التهاب المرارة
هل سبق أن شعرت بألم مزعج في الجزء العلوي من بطنك ولم يتوقف عن ذلك؟ إذا كانت شديدة بما يكفي للتأثير على أنشطتك اليومية، فقد يكون من المفيد استكشاف سببها، فبالنسبة لكثير من الناس، يكمن السبب في عضو صغير يسمى المرارة.
تقع المرارة تحت الكبد على الجانب الأيمن من البطن، وهي عبارة عن كيس صغير على شكل كمثرى يقوم بتخزين وإطلاق الصفراء التي ينتجها الكبد، وتساعد الصفراء على هضم وامتصاص الأطعمة الدهنية، وعند تناول الطعام، تنقبض المرارة وتطلق الصفراء عبر القنوات إلى الأمعاء الدقيقة للمساعدة في تكسير الدهون.
ومع ذلك، في بعض الأحيان، لا يتم إفراغ المرارة بشكل صحيح، وتعد حصوات المرارة، وهي رواسب صلبة مكونة من الكوليسترول أو البيليروبين، أحد الأسباب الشائعة لحدوث ذلك، ويمكن أن تتطور حصوات المرارة إذا كانت الصفراء تحتوي على الكثير من الكوليسترول، أو لا توجد كمية كافية من الأحماض الصفراوية لإبقائها مذابة وتتحرك بسلاسة، فعندما تحاول المرارة عصر الصفراء حول الحصوة المسدودة، يمكن أن تصبح متهيجة وملتهبة - وهي حالة تعرف باسم التهاب المرارة.
أعراض التهاب المرارة
عادة ما تبدأ أعراض التهاب المرارة فجأة وقد تشمل:_ ألم شديد في الجزء العلوي من البطن، وغالبًا ما يكون في الجزء العلوي الأيمن أو الأوسط، وقد تتفاقم الحالة بعد تناول وجبة غنية بالدهون وتقل باستخدام أدوية تخفيف الألم.
_ ألم يمتد إلى الظهر أو الكتف الأيمن، وقد تشعر به أيضًا بين لوحي الكتف.
_ حمى وغثيان وقيء في الحالات الشديدة.
_ يمكن أن يحدث اليرقان، حيث يتحول لون العينين والجلد إلى اللون الأصفر، إذا كان هناك انسداد في القنوات التي تصرف المرارة والكبد.
في حين أن عسر الهضم أو الانتفاخ هو أمر شائع في بعض الأحيان، إذا بدا أن الانزعاج في البطن يستمر ويتفاقم بشكل مطرد على مدار عدة ساعات، فمن الأفضل الاتصال بطبيبك على الفور، لا ينبغي تجاهل التهاب المرارة، لأنه قد يشير إلى وجود مشكلة خطيرة محتملة تحدث داخل المرارة وتحتاج إلى رعاية طبية.
عوامل خطر الإصابة بإلتهاب المرارة
يمكن لعوامل معينة أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المرارة، مثل زيادة الوزن أو الإصابة بالسكري أو تجاوز سن الأربعين، وتزيد احتمالية إصابة النساء به أيضًا مقارنة بالرجال، ربما بسبب التقلبات الهرمونية، ويبدو أن الوراثة تلعب أيضًا دورًا في تكوين حصوات المرارة.تشخيص إلتهاب المراة
إذا اشتبه طبيبك في الإصابة بالتهاب المرارة بعد فحصك ومناقشة الأعراض، فمن المرجح أن يطلب اختبارات تصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتأكيد التشخيص، تتيح هذه الفحوصات للأطباء رؤية حصوات المرارة أو علامات الالتهاب في المرارة، وقد تظهر اختبارات الدم أيضًا ارتفاعًا في إنزيمات الكبد وعدد خلايا الدم البيضاء في حالة وجود عدوى.علاج إلتهاب المرارة
غالبًا ما يتم علاج الحالات الخفيفة بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد ومسكنات الألم والراحة، وتتطلب النوبات الشديدة أو المتكررة عادةً استئصال المرارة جراحيًا، وهو ما يُعرف باسم استئصال المرارة، وهذا إجراء شائع بالمنظار حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة وأدوات من خلال شقوق صغيرة في البطن، ويتم فصل المرارة وإزالتها من الجسم وربط القناة المرارية والشريان الكيسي لمنع التسرب أو النزيف، كما يتطلب التعافي عادة بضعة أيام فقط في المستشفى يتبعها 2-4 أسابيع من النشاط الخفيف في المنزل.بدون وجود مرارة فعّالة، يستمر الكبد في إنتاج الصفراء ولكنها الآن تُصرف مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة بدلاً من تخزينها، ويستطيع معظم الأشخاص تحمل غياب المرارة جيدًا بعد الجراحة ويواصلون عيش حياة صحية ونشطة، وقد يُنصح بتغيير النظام الغذائي لتجنب "هجمات" المرارة، مثل الحد من الوجبات عالية الدهون والبقاء رطبًا جيدًا.
مع الرعاية الطبية المناسبة والمراقبة، يمكن بشكل عام إدارة حالات المرارة مثل التهاب المرارة بشكل فعال، حيث يجب التعرف على العلامات التحذيرية لجسمك، والحصول على علاج سريع حسب الحاجة، واتخاذ خطوات لتقليل المخاطر المستقبلية من خلال النظام الغذائي والصحة العامة.
درهم وقاية، كما يقولون، خير من قنطار علاج عندما يتعلق الأمر بصحتنا.