هربس اليد: الأسباب، الأعراض، التشخيص وخيارات العلاج التفصيلية







هربس اليد

هو مرض معروف أيضًا باسم الهربس البسيط في اليد (Herpetic Whitlow)، وهو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الأصابع أو راحتي اليدين، ويسببها فيروس الهربس البسيط (HSV)، وهو نفس الفيروس المسؤول عن قروح البرد (هربس الفم) والهربس التناسلي، وعلى الرغم من أن هربس الفم والهربس التناسلي هما الأكثر شيوعًا، إلا أن هربس اليد يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا ويتطلب علاجًا مناسبًا.



هربس اليد: الأسباب، الأعراض، التشخيص وخيارات العلاج التفصيلية



أسباب هربس اليد

يحدث هربس اليد عادةً عندما يتعرض الجلد المتضرر أو المجروح لفيروس الهربس البسيط، وتشمل الطرق الشائعة لانتقال الفيروس إلى اليدين ما يلي:
▪︎ لمس قروح الهربس النشطة: سواء كانت قروح برد على الشفاه أو آفات هربس تناسلية، يمكن أن ينتشر الفيروس إلى اليدين عند لمس هذه القروح ثم لمس مناطق أخرى من الجسم.
▪︎ الاتصال المباشر مع شخص مصاب: يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص مصاب بهربس اليد إلى شخص آخر عن طريق الاتصال المباشر بالآفات.
▪︎ في مهن معينة: يعتبر العاملون في مجال الرعاية الصحية، وخاصة أطباء الأسنان وأطباء الأطفال والممرضين، أكثر عرضة للإصابة بهربس اليد بسبب تعرضهم المحتمل لإفرازات المرضى المصابين.
▪︎ الأطفال: قد يصاب الأطفال بهربس اليد عن طريق مص أصابعهم بعد لمس قروح الهربس الفموية لشخص آخر. 

أعراض هربس اليد

تتطور أعراض هربس اليد عادةً في غضون 2 إلى 20 يومًا بعد التعرض للفيروس، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
▪︎ ألم وتورم واحمرار: تبدأ المنطقة المصابة بالشعور بالألم والحكة أو الوخز، ثم تتورم وتحمر.
▪︎ ظهور بثور صغيرة: تتطور بثور مملوءة بسائل صافٍ أو أصفر على الأصابع (عادةً طرف الإصبع أو حول الظفر) أو راحتي اليدين. قد تكون هذه البثور متجمعة أو منفردة.
▪︎ إحساس بالضغط والألم الشديد: يمكن أن يكون الألم الناتج عن هربس اليد شديدًا جدًا، خاصة مع تطور البثور.
▪︎ حمى خفيفة وتضخم الغدد الليمفاوية: في بعض الحالات، قد يصاحب هربس اليد حمى خفيفة وتضخم في الغدد الليمفاوية في منطقة الكوع أو الإبط.
▪︎ تقشر الجلد: بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، تبدأ البثور في الجفاف والتقشر، وقد يترك الجلد المصاب قشراً أو تغيرًا طفيفًا في اللون. 

تشخيص هربس اليد

عادةً ما يتم تشخيص هربس اليد بناءً على الفحص السريري للأعراض والمظهر المميز للآفات، ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبارات لتأكيد التشخيص، خاصة إذا كانت الأعراض غير نمطية أو إذا كان هناك شك في حالات أخرى، وتشمل الاختبارات المحتملة ما يلي:
مسحة من البثور (Tzanck smear): يتم أخذ عينة من سائل البثور وفحصها تحت المجهر للبحث عن خلايا فيروسية مميزة.
زرع الفيروس (Viral culture): يتم أخذ عينة من سائل البثور وزراعتها في المختبر لتحديد نوع الفيروس.
اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): يمكن استخدام هذا الاختبار للكشف عن الحمض النووي لفيروس الهربس البسيط في عينة من البثور أو سوائل أخرى. 

علاج هربس اليد

لا يوجد علاج نهائي لفيروس الهربس البسيط، ولكن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتقصير مدة تفشي العدوى ومنع المضاعفات. تشمل خيارات العلاج ما يلي: 

1. الرعاية المنزلية والتدابير الداعمة:
الراحة: تجنب استخدام اليد المصابة قدر الإمكان للسماح لها بالشفاء.
كمادات باردة: وضع كمادات باردة أو قطعة قماش مبللة بالماء البارد على المنطقة المصابة عدة مرات في اليوم لتخفيف الألم والتورم.
تجنب لمس البثور: حاول تجنب لمس البثور لمنع انتشار الفيروس إلى مناطق أخرى من الجسم أو إلى أشخاص آخرين. إذا لزم الأمر، اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون بعد لمس المنطقة المصابة.
تغطية البثور: يمكن تغطية البثور بضمادة فضفاضة لحمايتها وتقليل خطر انتشار العدوى.
مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى. 

2. الأدوية المضادة للفيروسات الموضعية:
كريم أسيكلوفير (Acyclovir cream): يمكن تطبيق هذا الكريم المضاد للفيروسات مباشرة على البثور عدة مرات في اليوم. يكون أكثر فعالية عند استخدامه في المراحل المبكرة من تفشي العدوى.
كريم بنسيكلوفير (Penciclovir cream): يعمل هذا الكريم بشكل مشابه لكريم الأسيكلوفير وقد يكون له بعض المزايا في تقصير مدة الأعراض. 

3. الأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الفم:
في الحالات الأكثر شدة أو إذا كان هناك خطر من انتشار العدوى، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات تؤخذ عن طريق الفم، مثل:
أسيكلوفير (Acyclovir): هو الدواء الأكثر شيوعًا المستخدم لعلاج هربس اليد.
فالسيكلوفير (Valacyclovir): يتم امتصاص هذا الدواء بشكل أفضل من الأسيكلوفير ويمكن تناوله بجرعات أقل.
فامسيكلوفير (Famciclovir): هو دواء آخر فعال ضد فيروس الهربس البسيط.
عادةً ما يتم تناول هذه الأدوية لمدة 5 إلى 10 أيام. يمكن أن تساعد في تقليل الألم وتسريع الشفاء وتقليل مدة تفشي العدوى. 

4. في حالات العدوى الثانوية:
إذا أصيبت البثور بعدوى بكتيرية ثانوية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية أو عن طريق الفم لعلاج العدوى البكتيرية. 

الوقاية من هربس اليد

أفضل طريقة للوقاية من هربس اليد هي تجنب التعرض لفيروس الهربس البسيط. تشمل التدابير الوقائية ما يلي:
تجنب لمس قروح الهربس النشطة: إذا كان لديك أو لدى شخص تعرفه قروح برد أو هربس تناسلي نشط، تجنب لمس هذه القروح مباشرة.
غسل اليدين بانتظام: اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون بشكل متكرر، خاصة بعد ملامسة أي شخص مصاب أو أي شيء قد يكون ملوثًا بالفيروس.
استخدام القفازات: إذا كنت تعمل في مجال الرعاية الصحية أو إذا كنت على اتصال بشخص مصاب بهربس اليد، ارتدِ قفازات واقية.
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: لا تشارك المناشف أو أدوات الحلاقة أو غيرها من الأدوات الشخصية مع أي شخص مصاب بالهربس.
توخي الحذر عند التعامل مع الأطفال: إذا كان طفلك يمص إصبعه بشكل متكرر، تأكد من نظافة يديه وتجنب السماح له بلمس قروح الهربس لدى الآخرين. 

في الختام، يمكن القول أن هربس اليد هو حالة مزعجة ومؤلمة ناتجة عن فيروس الهربس البسيط، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذا الفيروس، إلا أن فهم أسباب الإصابة، والتعرف على الأعراض المبكرة، واتباع خيارات العلاج المتاحة سواء الرعاية المنزلية أو الأدوية المضادة للفيروسات، يلعب دورًا حاسمًا في تخفيف حدة الأعراض وتسريع عملية الشفاء ومنع المضاعفات المحتملة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الالتزام بتدابير الوقاية الأساسية يظل الخط الأول للدفاع ضد الإصابة وانتشار هذا الفيروس، ومن الضروري استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والخطة العلاجية المناسبة، خاصة في الحالات الأولية أو الشديدة، لضمان التعافي الأمثل والحد من تأثير هربس اليد على جودة الحياة. 

إقرأ أيضا: